منتدى متخصص في تطوير المنتديات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ

Your Avatar

ازيك يا رب تكون بالف خير معانا و منتدى متخصص في تطوير المنتديات



منتدى متخصص في تطوير المنتديات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر
 

  ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
younes zit
المديرالعام
younes zit

عدد المساهمات : 403
تاريخ التسجيل : 02/06/2014

 ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  Empty
مُساهمةموضوع: ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ     ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  Calend10السبت يونيو 14, 2014 3:08 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ الأيامَ يَسْرُدُ حتى يُقالَ لا يُفْطِرُ ويُفْطِرُ الأيامَ حتى لا يَكادُ أن يصومَ إلا في يوميْنِ من الجمعةِ إن كانا في صيامِهِ وإلا صامهما ولم يكنْ يصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما يصومُ من شعبانَ فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنكَ تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ وتُفطِرُ حتى لا تكادُ أن تصومَ إلا يوميْنِ إن دخلا في صيامِكَ وإلا صُمتهما قال أيُّ يوميْنِ قال قلتُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ قال ذانِكَ يومانِ تُعرضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ وأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ قال قلتُ ولم أَرَكَ تصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ قال ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ
الراوي: أسامة بن زيد المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 4/103
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
ما أسرعَ انقضاءَ الأيام!!
بالأمس القريب ودّعنا شهر رمضان بما كان فيه من تقصير وما صار فيه من تفريط, لكنه مضى ولم يأبه بأنين المذنبين، ولم ينصت لآهات المقصرين..
وها هي ذي الأيام تدور وينقضي الحول بأكمله ليعود إلينا شهر شعبان مذكرًا ومحذرا، وكأنه ينادي..
ورائي شهر فضيل..
ألا فلتتخذوا مني العدة..
وليتأهب المتأهبون قبل أن تنقضي أيامي على عجالة ويدرككم شهركم..
ألا قد بلغت .. اللهم فاشهد..

فتعالَ - أخي الكريم - لنستمعَ سويًّا إلى أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي تحدِّثُنا عن حال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في شهر شعبان:
روى البخاري ومسلم عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: "ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - استكملَ صيام شهر قطُّ إلا شهر رمضان، وما رأيتُه في شهرٍ أكثر صيامًا منه في شعبان"، وفي رواية لأبي داود قالتْ: "كان أحبّ الشهور إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يصومَه شعبان، ثم يَصِله برمضان".

فقد روى الترمذي والنسائي عن أسامة بن زيد، قَال: قُلتُ: يا رسول الله، لمْ أرَكَ تصوم شهْرًا من الشهور ما تصوم مِنْ شعْبان، قال: ((ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ)).

إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عندما أجابَ أسامة عن سؤاله بقوله: ((ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل الناسُ عنْه بيْنَ رَجَب ورمضانَ، وهو شَهْرٌ تُرْفَعُ فيه الأعْمال إلى رَبِّ العالمين، فأحِبّ أنْ يُرْفَعَ عملي وأنا صائِمٌ)).

كأنَّه أرادَ أن يقولَ لكلِّ مسلمٍ: يا مسلم، لا ينبغي لك أن تغفُلَ عن الله حينَ يغفُل الناسُ، بل لا بُدَّ أن تكونَ مُتيقظًا لربِّك - سبحانه وتعالى - غيْر غافلٍ، فأنت المقبلُ حالَ فِرارِ الناس، وأنت المتصدِّقُ حال بُخْلِهم وحِرْصهم، وأنت القائمُ حالَ نومِهم، وأنت الذاكرُ لله حالَ بُعْدِهم وغَفْلَتِهم، وأنت المحافظُ على صلاتك حالَ إضاعتهم لها.

نبيُّنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - يريد من خلال كلامِه أن ينبِّهَ الناسَ جميعًا إلى أهميَّة عِمارة أوقات غفلة الناسِ بالطاعة، وهذا ما كان يفعلُه سلفُنا الصالح، فلقد كانوا يستحبون إحياءَ ما بيْن العِشَاءَين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة يغفُل الناسُ عن طاعة الله.

بل إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بيَّنَ الثوابَ العظيم الذي جعلَه الله لمن يذكره في مواطنِ غفلة الناس، ومن المواطن التي يغفُل الناسُ فيها عن ذِكْر الله موطن السوق.

واسْمعْ إلى رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - وهو يقول: ((مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فقال: لا إله إلاَّ الله وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْد، يُحْيِي ويُمِيت وهو حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِه الخَيْرُ وهو على كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - كَتبَ الله له ألفَ ألْف حسنَةٍ، ومَحَا عنْه ألْفَ ألْف سيِّئةٍ، ورَفَعَ له ألْفَ ألْف درَجَة))؛ رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، وفي رواية : ((وبَنَى له بَيْتًا في الجنةِ)).

ولو نظرتَ إلى واقع الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - لرأيتَهم يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان؛ فعن لؤلؤة - مولاة عمار- قالت: "كان عمارُ - رضي الله عنه - يتهيَّأ لصوم شعبان كما يتهيَّأ لصومِ رمضانَ".

لقدْ كانوا يهتمون بهذا الشهر اهتمامًا خاصًّا؛ لِمَا عرفوا من نفَحَاته وكَرَاماته، فكانوا ينكبُّون على كتاب الله يتلونه ويتدارسونه، ويتصدقون من أموالهم، ويتسابقون إلى الخيْرات، وكأنهم يُهيِّئون قلوبَهم لاستقبال نفحات رمضان الكُبرى، حتى إذا دخلَ عليهم رمضان دَخَلَ عليهم وقلوبُهم عامرةٌ بالإيمان وألسنتُهم رطبةٌ بذِكْر الله، وجوارحُهم عفيفةٌ عن الحرام طاهرةٌ نقيَّةٌ فيشعرون بلذَّة القيام وحلاوة الصيام، ولا يَملُّون من الأعمال الصالحة؛ لأنَّ قلوبَهم خالطتها بشاشةُ الإيمان وتغلغَل نورُ اليقين في أرواحِهم.

ولذلك قال سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي التابعي - رحمه الله تعالى - عندما رأى قومَه إذا أقْبَلَ عليهم شهر شعبان تفرَّغوا لقراءة القرآن الكريم: "شهرُ شعبان شهرُ القُرَّاء".

وكانَ عمرو بن قيس إذا دَخَلَ شهرُ شعبان أغْلَقَ حانوتَه، وتفرَّغ لقراءة القرآن.

بل كانوا يقولون: شهرُ رجب هو شهرُ الزرع، وشهرُ شعبان هو شهرُ سَقْي الزرع، وشهرُ رمضان هو شهْرُ حَصادِ الزرع، بل شبَّهوا شهرَ رجب بالريح، وشهرَ شعبان بالغيم، وشهْرَ رمضان بالمطَرِ، ومَن لم يَزْرعْ ويَغْرِسْ في رجب، ولم يَسْقِ في شعبان، فكيف يريد أن يحْصدَ في رمضان؟!

وها قد مَضَى رجب، فماذا أنت فاعل في شعبان إنْ كنتَ تريدُ رمضان؟ هذا حالُ نبيِّك وحالُ سَلَف الأُمَّة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعُك من هذه الأعمال والدرجات؟

فتعالَ معي لنتعاهد على أنْ نعمرَ أوقات الغفْلة بطاعة الله وبقدْر استطاعتنا؛ كما عمَّرها سلفُنا الصالح - رضي الله عنهم - تعالَ لكي أُذكِّرك بأعمال بسيطة غَفَلَ الناسُ عنها في هذه الأيام، وأحثّك على تطبيقها في شعبان؛ كي تسهلَ عليك في رمضان، فما شهرُ شعبان إلا دورة تأْهِيليَّة لرمضان، تعالَوا لنحافظ على الصيام؛ كما كان يفعله النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في شهر شعبان، ونحن لا نريد أن نقولَ لكم: صوموا كلَّ الشهْر، ولا نصفه، ولكن صُمِ الاثنين والخميس، أو على الأقل صيام الأيَّام البيض، ولنحافظ على الصلاة في المسجد، هذا العمل تهاونَ فيه الكثيرُ من المسلمين في دنيا اليوم، وليسمع كلُّ مَن غفلَ وتهاونَ وفضَّلَ الصلاة في بيته عن المسجد ما قالَه ابنُ مسعود صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من سرَّه أنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ على هؤلاء الصّلوات حيث يُنَادَى بِهِنَّ؛ فإن اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم - صلى الله عليه وسلم - سُنَنَ الهُدى، وإنَّهنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى، ولو أنَّكم صلَّيتُم في بيوتِكم كما يُصَلِّي هذا المُتخَلِّفُ في بيْتِه، لتركْتُم سُنَّةَ نَبِيِّكم، ولو تركْتُم سُنَّةَ نَبِيِّكم لَضَلَلْتُم".

لنحافظ على قراءة القرآن، ولو نِصْفَ جزء يوميًّا، ولنعوِّد أنفسَنا على قِيام الليل.

ونهايةً، أقول لك أخي المسلم وأختي المسلمة:
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ



وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ الْمُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْلاً
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ واحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي الْمَوْتُ قَهْرًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الْخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الْجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ

نسألُ اللهَ العَلي القدير أنْ يتوبَ علينا، وأن يجعلَنا من أهل الطاعات، وأن يرزقَنا الجنةَ، وما يقرِّبُ إليها من قَوْل وعمل، ويباعدَنا عن النار، وما يقرِّب إليها من قوْل أو عمل.

وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصَحْبه وسلِّم.
مــ؛ن

اللهم بلغنا رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المديرالعام
Admin

عدد المساهمات : 2106
تاريخ التسجيل : 15/06/2013
العمر : 27

 ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  Empty
مُساهمةموضوع: _da3m_10    ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  Calend10الإثنين يوليو 14, 2014 5:42 pm

موضوع رائع بوركت
 ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  4
 ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  128711691410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tatweer-web.yoo7.com
 
ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التطوير واب :: المنتديات العامة :: المنتدى العام :: الخيمة الرمضانية-
انتقل الى:  
شاطر|
ãÚáæãÇÊ ÇáÚÖæ
younes zit
younes zit

المديرالعام

ãÚáæãÇÊ ÇÖÇÝíÉ
عدد المساهمات : 403
تاريخ التسجيل : 02/06/2014

مُساهمةموضوع: ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  Calend10السبت يونيو 14, 2014 3:08 pm




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ الأيامَ يَسْرُدُ حتى يُقالَ لا يُفْطِرُ ويُفْطِرُ الأيامَ حتى لا يَكادُ أن يصومَ إلا في يوميْنِ من الجمعةِ إن كانا في صيامِهِ وإلا صامهما ولم يكنْ يصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما يصومُ من شعبانَ فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنكَ تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ وتُفطِرُ حتى لا تكادُ أن تصومَ إلا يوميْنِ إن دخلا في صيامِكَ وإلا صُمتهما قال أيُّ يوميْنِ قال قلتُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ قال ذانِكَ يومانِ تُعرضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ وأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ قال قلتُ ولم أَرَكَ تصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ قال ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ
الراوي: أسامة بن زيد المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 4/103
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
ما أسرعَ انقضاءَ الأيام!!
بالأمس القريب ودّعنا شهر رمضان بما كان فيه من تقصير وما صار فيه من تفريط, لكنه مضى ولم يأبه بأنين المذنبين، ولم ينصت لآهات المقصرين..
وها هي ذي الأيام تدور وينقضي الحول بأكمله ليعود إلينا شهر شعبان مذكرًا ومحذرا، وكأنه ينادي..
ورائي شهر فضيل..
ألا فلتتخذوا مني العدة..
وليتأهب المتأهبون قبل أن تنقضي أيامي على عجالة ويدرككم شهركم..
ألا قد بلغت .. اللهم فاشهد..

فتعالَ - أخي الكريم - لنستمعَ سويًّا إلى أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي تحدِّثُنا عن حال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في شهر شعبان:
روى البخاري ومسلم عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: "ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - استكملَ صيام شهر قطُّ إلا شهر رمضان، وما رأيتُه في شهرٍ أكثر صيامًا منه في شعبان"، وفي رواية لأبي داود قالتْ: "كان أحبّ الشهور إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يصومَه شعبان، ثم يَصِله برمضان".

فقد روى الترمذي والنسائي عن أسامة بن زيد، قَال: قُلتُ: يا رسول الله، لمْ أرَكَ تصوم شهْرًا من الشهور ما تصوم مِنْ شعْبان، قال: ((ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ)).

إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عندما أجابَ أسامة عن سؤاله بقوله: ((ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل الناسُ عنْه بيْنَ رَجَب ورمضانَ، وهو شَهْرٌ تُرْفَعُ فيه الأعْمال إلى رَبِّ العالمين، فأحِبّ أنْ يُرْفَعَ عملي وأنا صائِمٌ)).

كأنَّه أرادَ أن يقولَ لكلِّ مسلمٍ: يا مسلم، لا ينبغي لك أن تغفُلَ عن الله حينَ يغفُل الناسُ، بل لا بُدَّ أن تكونَ مُتيقظًا لربِّك - سبحانه وتعالى - غيْر غافلٍ، فأنت المقبلُ حالَ فِرارِ الناس، وأنت المتصدِّقُ حال بُخْلِهم وحِرْصهم، وأنت القائمُ حالَ نومِهم، وأنت الذاكرُ لله حالَ بُعْدِهم وغَفْلَتِهم، وأنت المحافظُ على صلاتك حالَ إضاعتهم لها.

نبيُّنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - يريد من خلال كلامِه أن ينبِّهَ الناسَ جميعًا إلى أهميَّة عِمارة أوقات غفلة الناسِ بالطاعة، وهذا ما كان يفعلُه سلفُنا الصالح، فلقد كانوا يستحبون إحياءَ ما بيْن العِشَاءَين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة يغفُل الناسُ عن طاعة الله.

بل إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بيَّنَ الثوابَ العظيم الذي جعلَه الله لمن يذكره في مواطنِ غفلة الناس، ومن المواطن التي يغفُل الناسُ فيها عن ذِكْر الله موطن السوق.

واسْمعْ إلى رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - وهو يقول: ((مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فقال: لا إله إلاَّ الله وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْد، يُحْيِي ويُمِيت وهو حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِه الخَيْرُ وهو على كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - كَتبَ الله له ألفَ ألْف حسنَةٍ، ومَحَا عنْه ألْفَ ألْف سيِّئةٍ، ورَفَعَ له ألْفَ ألْف درَجَة))؛ رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، وفي رواية : ((وبَنَى له بَيْتًا في الجنةِ)).

ولو نظرتَ إلى واقع الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - لرأيتَهم يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان؛ فعن لؤلؤة - مولاة عمار- قالت: "كان عمارُ - رضي الله عنه - يتهيَّأ لصوم شعبان كما يتهيَّأ لصومِ رمضانَ".

لقدْ كانوا يهتمون بهذا الشهر اهتمامًا خاصًّا؛ لِمَا عرفوا من نفَحَاته وكَرَاماته، فكانوا ينكبُّون على كتاب الله يتلونه ويتدارسونه، ويتصدقون من أموالهم، ويتسابقون إلى الخيْرات، وكأنهم يُهيِّئون قلوبَهم لاستقبال نفحات رمضان الكُبرى، حتى إذا دخلَ عليهم رمضان دَخَلَ عليهم وقلوبُهم عامرةٌ بالإيمان وألسنتُهم رطبةٌ بذِكْر الله، وجوارحُهم عفيفةٌ عن الحرام طاهرةٌ نقيَّةٌ فيشعرون بلذَّة القيام وحلاوة الصيام، ولا يَملُّون من الأعمال الصالحة؛ لأنَّ قلوبَهم خالطتها بشاشةُ الإيمان وتغلغَل نورُ اليقين في أرواحِهم.

ولذلك قال سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي التابعي - رحمه الله تعالى - عندما رأى قومَه إذا أقْبَلَ عليهم شهر شعبان تفرَّغوا لقراءة القرآن الكريم: "شهرُ شعبان شهرُ القُرَّاء".

وكانَ عمرو بن قيس إذا دَخَلَ شهرُ شعبان أغْلَقَ حانوتَه، وتفرَّغ لقراءة القرآن.

بل كانوا يقولون: شهرُ رجب هو شهرُ الزرع، وشهرُ شعبان هو شهرُ سَقْي الزرع، وشهرُ رمضان هو شهْرُ حَصادِ الزرع، بل شبَّهوا شهرَ رجب بالريح، وشهرَ شعبان بالغيم، وشهْرَ رمضان بالمطَرِ، ومَن لم يَزْرعْ ويَغْرِسْ في رجب، ولم يَسْقِ في شعبان، فكيف يريد أن يحْصدَ في رمضان؟!

وها قد مَضَى رجب، فماذا أنت فاعل في شعبان إنْ كنتَ تريدُ رمضان؟ هذا حالُ نبيِّك وحالُ سَلَف الأُمَّة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعُك من هذه الأعمال والدرجات؟

فتعالَ معي لنتعاهد على أنْ نعمرَ أوقات الغفْلة بطاعة الله وبقدْر استطاعتنا؛ كما عمَّرها سلفُنا الصالح - رضي الله عنهم - تعالَ لكي أُذكِّرك بأعمال بسيطة غَفَلَ الناسُ عنها في هذه الأيام، وأحثّك على تطبيقها في شعبان؛ كي تسهلَ عليك في رمضان، فما شهرُ شعبان إلا دورة تأْهِيليَّة لرمضان، تعالَوا لنحافظ على الصيام؛ كما كان يفعله النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في شهر شعبان، ونحن لا نريد أن نقولَ لكم: صوموا كلَّ الشهْر، ولا نصفه، ولكن صُمِ الاثنين والخميس، أو على الأقل صيام الأيَّام البيض، ولنحافظ على الصلاة في المسجد، هذا العمل تهاونَ فيه الكثيرُ من المسلمين في دنيا اليوم، وليسمع كلُّ مَن غفلَ وتهاونَ وفضَّلَ الصلاة في بيته عن المسجد ما قالَه ابنُ مسعود صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من سرَّه أنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ على هؤلاء الصّلوات حيث يُنَادَى بِهِنَّ؛ فإن اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم - صلى الله عليه وسلم - سُنَنَ الهُدى، وإنَّهنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى، ولو أنَّكم صلَّيتُم في بيوتِكم كما يُصَلِّي هذا المُتخَلِّفُ في بيْتِه، لتركْتُم سُنَّةَ نَبِيِّكم، ولو تركْتُم سُنَّةَ نَبِيِّكم لَضَلَلْتُم".

لنحافظ على قراءة القرآن، ولو نِصْفَ جزء يوميًّا، ولنعوِّد أنفسَنا على قِيام الليل.

ونهايةً، أقول لك أخي المسلم وأختي المسلمة:
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ



وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ الْمُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْلاً
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ واحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي الْمَوْتُ قَهْرًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الْخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الْجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ

نسألُ اللهَ العَلي القدير أنْ يتوبَ علينا، وأن يجعلَنا من أهل الطاعات، وأن يرزقَنا الجنةَ، وما يقرِّبُ إليها من قَوْل وعمل، ويباعدَنا عن النار، وما يقرِّب إليها من قوْل أو عمل.

وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصَحْبه وسلِّم.
مــ؛ن

اللهم بلغنا رمضان





ÇäÇ ãÄÓÓ ÇÑÖ ÇáÊØæíÑ ÇÈÑÆ äÝÓí ãä Çí ÕæÑ Çæ ßáÇã ãÎá ÈÇáÇÏÇÈ ÏÇÎá ÇáÊæÇÞíÚ
ÊæÞíÚí


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ãÚáæãÇÊ ÇáÚÖæ
Admin
Admin

المديرالعام

ãÚáæãÇÊ ÇÖÇÝíÉ
عدد المساهمات : 2106
تاريخ التسجيل : 15/06/2013
العمر : 27
https://tatweer-web.yoo7.com

مُساهمةموضوع: _da3m_10  ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  Calend10الإثنين يوليو 14, 2014 5:42 pm




موضوع رائع بوركت
 ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  4
 ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ  128711691410





ÇäÇ ãÄÓÓ ÇÑÖ ÇáÊØæíÑ ÇÈÑÆ äÝÓí ãä Çí ÕæÑ Çæ ßáÇã ãÎá ÈÇáÇÏÇÈ ÏÇÎá ÇáÊæÇÞíÚ
ÊæÞíÚí


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
ÇáÑÏæÏ ÇáÓÑíÚÉ :

صفحة 1 من اصل 1
ÎÏãÇÊ ÇáãæÖæÚ
 KonuEtiketleri ßáãÇÊ Ïáíáíå
ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ , ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ , ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ , ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ , ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ , ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ
 KonuLinki ÑÇÈØ ÇáãæÖæÚ
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
ÅÐÇ æÌÏÊ æÕáÇÊ áÇÊÚãá Ýí ÇáãæÖæÚ Çæ Ãä ÇáãæÖæÚ [ ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ ] ãÎÇáÝ ,, ãä ÝÖáß ÑÇÓá ÇáÅÏÇÑÉ ãä åäÇ
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التطوير واب :: المنتديات العامة :: المنتدى العام :: الخيمة الرمضانية-