حقق منتخب بلجيكا فوزاً صعباً على نظيره ممثل العرب الوحيد المنتخب الجزائري بنتيجة 2-1، وذلك في مباراة معقدة على الطرفين، خسر فيها الخضر تقدمه 1-0 لمدة 70 دقيقة.
المنتخب الجزائري انتصر في السبعين دقيقة الأولى تكتيكياً وفنياً، فقد أغلق المساحات أمام هازارد مما افقد الجناح البلجيكي أي خطورة لما هو معروف عن حاجته لهذه المساحات كي يخلق خطورته المعهودة. كما تفوق الجزائريون بدنيا على لوكاكو ونجحوا بعزله تماماً من دون أي ذكر لاسمه في معظم فترات وجوده على أرض الملعب.
منتخب الجزائر نجح أيضاً بقتل مفعول اللمسة قبل الأخيرة لبلجيكا من خلال منع ناصر شاذلي من خلق أي خطورة، وهو ما أجبر بلجيكا على إجراء التبديل الأول في هذا المركز. ثم كان الدفاع الجماعي الممتاز وإغلاق منطقة الفعالية البلجيكية ليكون إجبار خصومهم على التسديد من بعيد أو عرضيات بعيدة المدى.
تفوق الجزائر فنياً وانتصارهم في معركة الاستعداد تم إهداره بسبب خسارة معركة التبديلات، فقد أدرك المدرب مارك فيلموتس ضرورة وضع لاعب أخر في منطقة الجزاء يسمح له بالاستفادة أكثر من إجباره على العرضيات بسبب تمركز الدفاع الجزائري الصحيح، فحول نقطة ضعفه إلى قوة بجعل مروان فيلايني يخدم كمهاجم ثاني أكثر منه لاعب خط وسط، فسيطر أكثر في الهواء مستفيداً من الزيادة العددية في منطقة الجزاء وكان تسجيل هدف التعادل.
هدف الفوز البلجيكي جاء بسبب سوء تركيز واضح وليس بسبب تالق ميرتنز ذاته، لكن يجب الإشارة إلى أهمية الدفع بلاعب نابولي السريع، والذي نجح بكثرة تحركاته ورغبته بدخول منطقة الجزاء من إرهاق الجزائريين، وكان هدف الفوز الذي سجله بمثابة المكافأة له لإعلان أهمية دوره في الملعب.
على الناحية الأخرى - وللأسف - كانت تبديلات المدرب وحيد حاليلوزيتش سيئة للغاية ومن دون رؤية تكتيكية حقيقية، فبعد تعادل بلجيكا واندفاع المنتخب الاحمر المطالب بالفوز كان أفضل - ربما - الدفع بياسين براهيمي، للاستفادة من مهارته وسرعته وإجبار المدافعين البلجيكيين البقاء في مناطقهم وهو لم يحدث، كما أن وحيد تأخر بالتعامل بسرعة مع خطورة مروان فيلايني الذي كان يمكن إفساد أهميته في الهواء بتقديم خط الدفاع قليلاً مع تطبيق ضغط أفضل في الدقائق الأخيرة.