هل يجوز قضاء رمضان وصيام الست من شوال بنية واحدة؟
هذه المسألة تسمّى بتشريك النية، وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى عدم جواز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال بنية واحدة، وذلك لأنهما عبادتان مقصودتان لذاتهما.
فالظاهر أن الصيام بنية القضاء وبنية الست من شوال غير مشروع، لأن كلا من صوم رمضان وصوم الست من شوال عبادة مقصودة لذاتها، فلا يصح التشريك فيها قال العلامة ابن باز رحمه الله: وأما أن تصوم الست بنية القضاء والست فلا يظهر لنا أنه يحصل لها بذلك أجر الست، الست تحتاج إلى نية خاصة في أيام مخصوصة. انتهى من فتاوى نور على الدرب.
ومما يؤيد ما ذكرناه من أنه لا بد من صوم الست من شوال بنية مستقلة ما ثبت في الحديث من تعليل مشروعية صيام الست من شوال بأنها مع رمضان تعدل صيام السنة، وذلك كما قال العلماء لأن رمضان يعدل عشرة أشهر، وتعدل الست صيام شهرين.
قال المباركفوري رحمه الله: ( فذلك صيام الدهر ) لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين. قال النووي: وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي. انتهى.
وننبه ههنا إلى أن تسمية الست من شوال بالأيام البيض مما لا نعلم له أصلا، وإنما أيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهلالي، وسميت بذلك لاكتمال ضوء القمر في لياليها.
لا يصح ذلك ، لأن صيام ستة أيام من شوال لا تكون إلا بعد صيام رمضان كاملاً. رأى الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الصيام" (438)
اما عن صوم الست من شوال خاصة قبل القضاء.
اختلف العلماء فى جواز ذلك فمنعه الحنابلة في رواية عندهم لأصلهم في تقديم القضاء، ولحديث أبي أيوب مرفوعاً« مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ». وهذا لا يتحقق إلا بصيام رمضان قبل الست واجازة البعض وفى الموضع الاحق تفصيل لذلك
والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم
يصوم ستة أيام من شوال ؛ لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه .
وذهب جمع من فقهاء الشافعية وهو المفتى به عندهم إلى جواز التشريك بالنية بين القضاء وشوال ، وهذا ما أفتى به ابن حجر الهيتمي والرملي ، فمن أراد أن يأخذ بهذا القول لا ينكر عليه ، ولكن الأخذ بقول الجمهور أحوط لما سبق.