الدراما الاردنية بين "ورق الورد" وشوك الصبّار سليم ابو نقطة
الخميس, أيار 15 2014
اخيرا تمكنت الدراما الاردنية من دخول عصر الانفتاح من اوسع ابوابه بعد انتاجها لمسلسل " ورق الورد "
للوهلة الاولى وانت تشاهد المسلسل تظن انك امام دراما تركية بأداء اردني ،
وحتى تتمتع بمشاهدة المسلسل مع افراد عائلتك ، احرص على ان تبقي ريموت التلفزيون في يدك فالامر لا يخلو من بعض المقاطع الساخنة والغريبة عن عاداتنا ، كن ايضا نبيها فقد يسألك احد اطفالك عن نوع " القناني" التي يراها خلف الكاونتر في مشهد يجمع حسن الشاعر وروحي الصفدي في الخمارة فاخبره انها " قناني " خل او عصير تفاح
فهذه ضريبة الانفتاح والامر يحتاج الى التدرج حتى يألف طفلك مشاهدة الخمارة وزجاجات الخمرة في مسلسلاتنا القادمة وحتى تتمكن البنت من مصارحة امها بحبها وتتشاور معها كيف يمكن ان تحظى بقلب حبيبها اذا اكتشفت انه يحب واحدة اخرى غيرها
لكن الحرج الذي لن تستطيع ان تتملص منه هو حين يسألك ابنك الاكبر بخباثة عن معنى اقامة نجلاء سحويل في بيت روحي الصفدي كعشيقة له لا كزوجة ، ليس امامك هنا الا ان تمارس ديكتاتوريتك عليه وترد على الفور " امشي انقلع روح افتح كتابك واقرالك كلمة تنفعك" حتى يتأدب باقي الاولاد ويكفوا عن طرح الاسئلة التي تحرجك ولا تجد لها اجابة
رغم كل ما سبق فهذا لا يمنع ان يكون لسكان الصويفية وعبدون وتلاع العلي نصيب من المسلسلات الاردنية ، تسلط الضوء على بيئتهم التي لطالما بقيت منسية من الدراما الاردنية وكما تحملوا مشاهدة مسلسلاتنا البدوية والقروية عقود طويلة وشاهدوا روحي الصفدي الذي كان يمثل مرادعلمدار الدراما البدوية حين كان يصد الغزو ويرد الحلال المنهوب وتحملوا شعره غير المفهوم وهو يقوله في عبير عيسى حين كان يلتقيها خلف " الشق" او على بير المي ، فقد آن الاوان ان نتحمله نحن وهو يلبس ثوب ابن عمان الغربية ويقوم بدور عجوز هزيل ضامر الوجه يشرب السيجار ويدخل في صفقات مشبوهة ، ولديه عشيقة تعيش معه في بيته ، رجل انساه جمع المال الوقوف الى جانب ابنه المقعد.
وحتى يكون التحول في الدراما شاملا فعلينا ايضا ان نتقبل تخلي جولييت عواد عن العكاز التي كانت تضرب به زهير النوباني لانه باع ارضه وان تمسح دموعها التي كانت تذرفها على سفر ابن عدوان وعلى وفاة زوجته
فعلينا ايضا ان نتقبلها بلباسها العصري الجديد وهي تقوم بدور المراهقة التي تبحث عن علاقة عاطفية مع شاب بعمر احفادها ، فيستغلها ويسلبها مالها لسذاجتها.
مسلسل ورق الورد مسلسل يعري بيئة سكان عمان الغربية قبل ان يعري ملابسهم ، فهو حالة من التمرد على قيمنا وثقافتنا حيث ينقلنا من المجتمع المحافظ الذي تحكمه القيم والعادات الاصيلة الى مجتمع " الموديرن" حيث العشق الحرام والعلاقات المشبوهة للمراة خارج اطار الزوجية والتحرش بالسكيرتيرات والسرقة والادمان والتروبج للمخدرات وارتياد الخمارات