من صور الإعجاز التربوي
النبوي ..الوصية النبويَّة
لا ..تغضب بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
ومدير مركز البحوث التربوية
1426هـ
الرحيم
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، وبعد :
فكتاب الله العظيم معجزٌ في سوره وآياته ، و رسوله الكريم معجزٌ في قوله وعمله ، و سُنته الطاهرة معجزةٌ
أشار إليها الهدي النبوي المبارك -ذات العلاقة بموضوع الغضب كخُلقٍ سلوكي مذموم
و التسليم ؛ نظراً لما يترتب عليه من عظيم الخطر ، وكبير الضرر . فعن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي : أوصني ، قال
e من طَلَبَ منه الوصية بعدم الغضب ، ثم كرر النهي مراراً .
منهج التربية النبوية التي جاء بها معلم الناس الخير ليكون لنا في ذلك منهج نهتدي
يُعرَّف الغضب بأنه " ثورانٌ في النفس
. وقد يُعرَّف بأنه
( 2 )" إن الغضب غريزي في الإنسان فلا يُذم و لا يمدح إلا من جهة آثاره ؛ فمن غضب
بقدر ما وقع منه من تصرف ".
بصاحبه إلى الثوران والانفعال ، وعدم القدرة على التحكم في أقواله وأفعاله غالباً .
مضار الغضب :
تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة الفردية ، والاجتماعية
يجمع الشر كله كما أشار إلى ذلك أحد عُلماء السلف بقوله : " إن الغضب جماع
.
، و
ويدفعه إلى السب ، والشتم ، والسخرية ، والتلفظ بالألفاظ البذيئة وغير المؤدبة
إلى ما قد يقوم به الإنسان حين غضبه من التصرفات الطائشة البعيدة عن الحكمة ،
والوحوش ؛ فإذا عصف به الغضب ، أوتر أعصابه ، وألهب دمه ، وشد عضلاته ، فلم يعد له
عنقه بأصابعه ، فيخنقه خنقاً ، ثم يدعسه دعساً ، غلبت عليه في هذه الحال الصفة
.
الشماتة بهم عند المصيبة ، وهكذا تثور العداوة والبغضاء بين الأصدقاء ، وتنقطع
.
الجسمية و النفسية فكثيرةٌ جداً حيث " ثبت علمياً أن الغضب كصورةٍ من صور
أو الجري في إجهاده للقلب لا يستمر طويلاً ؛ لأن المرء يُمكن أن يتوقف عن الجري إن
.
الدراسات إلى أن للغضب العديد من المضار الجسمية على صحة وسلامة الإنسان التي منها
الذي يُصاب به الإنسان الغاضب الذي يتعرض " لتغير لونه ، وطفح دمه ، وانتفاخ أوداجه
.
؛ فهناك بعض المضار الأُخرى التي ربما أودت بحياة الإنسان حيث يمكن أن تؤدي "
بالجلطة القلبية إذا كان الغاضب يشكو من ضعفٍ في القلب " .
تأثيراتٌ سيئة على الجانب الفكري عند الإنسان إذ إن " الانفعال الشديد
السليمة ، وبذلك يفقد الإنسان أهم وظائفه التي يتميز بها وهي الاتزان العقلي
10 )
وهذا معناه أن
لقوة غضبه ، وشدة انفعاله ، التي تحول دون ضبطه لنفسه والتحكم في تصرفاته ، وتدعوه
انطلاقاً من
التربية الإسلامية بذلك وبيَّنت طرق الوقاية منه ، وكيفية علاجه ، بطرقٍ مختلفة ،
أولاً / محاولة
، وعدم التعرض لما يؤدي إليه من الأقوال والأفعال
والحرص على فضول المال أو الجاه " .
بالله العظيم من الشيطان الرجيم}فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( سورة الأعراف: الآية رقم 200 ) . فالإنسان الغاضب
ويستحضرها في نفسه لما في ذلك من طردٍ للشيطان ودحره وإبطال مكره ، ومن ثم يسكن
عند النبي فجعل أحدهما تحمَّر عيناه ، وتنتفخ أوداجه . فقال رسول الله : " إني لأعرف كلمةً لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد ، أعوذ بالله
الصمت وعدم الكلامالغاضب في ما لا تُحمد عُقباه من بذيء اللفظ وسيئ الكلام ( سباً ، أو شتماً ، أو
يُرغي و يُزبد ، و يلعن ويطعن " .
سكوت الغاضب و تركه للكلام علاجاً مناسباً للغضب لما روي عن ابن عباسٍ رضي الله
e أحمد ، ج 1 ، الحديث رقم 2136 ، ص 239 ) .
الإعجاز التربوي النبوي المتمثل في توجيهه للغاضب بالتزام الصمت وعدم الكلام " وهذا دواءٌ عظيمٌ
كثيراً من السباب وغيره ، مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه " .
لما روي عن أبي سعيد الخُدري مرفوعاً أن النبي قال : " ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم ، أما رأيتم
مكانه وعدم الحركة كما يُشير إلى ذلك أحد الباحثين بقوله : " نُلاحظ في هذا
e ينجم عنها آثارٌ غضبية مادية " .
بذكر الله تعالى}{بعظمة الله جل في عُلاه وقدرته ، وحثٌ على الخوف منه سبحانه لا سيما متى كان غضب
" 15 )
سادساً / تغيير
إلى حالةٍ أُخرى لأن في ذلك شغلٌ له وانصرافٌ –
t e إعجازاً نبوياً تربوياً آخر فالغاضب القائم يكون في حالة تهيئٍ واستعدادٍ لسرعة
إلى تغيير الحالة التي يكون عليها الغاضب منعاً لما قد يتوقع من ردة الفعل
في النهاية إلى تخفيف حدة انفعال الغاضب تدريجياً ، ثم التخلص منه نهائياً . كما
.
إلى الوضوء
وارتفاع حرارة جسمه ، وبذلك يعود الإنسان إلى وضعه الطبيعي – بإذن الله - . فعن
eعن الانفعال ، كما يُساعد على تخفيف حالة التوتر العضلي و العصبي " .
الغيظ
وتعالى : وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
{عنهما ) عن النبي أنه قال : " .. وما من جرعةٍ أحبُ إليَّ من جرعة غيظٍ
وعن معاذ بن
e في انفعالات النفس ، وعدم الاستجابة لها ، كما أن فيه تعويدٌ لها على قهر الغضب ،
.
على ترويض النفسالسجايا وحميد الصفات حتى تعتاد الحلم والصفح ، وتألف الصبر والتروي ، وتتربى على
مرةً بعد مرة يُصبح ذلك طبعاً عند الإنسان المسلم مقتدياً فيه برسوله الذي كان يسبق حلمه غضبه ، وعفوه عقوبته " فالمؤمن الذي
بُد أن يجد في نفسه اندفاعاً قوياً لاكتساب فضيلة الحلم ، ولو على سبيل التكلف ومُغالبة
خُلقية مكتسبة ، ولو لم يكن في الأصل طبعاً فطرياً " .
على التحكم في الانفعالات وامتلاك النفس عند الغضبالتي حث عليها النبي في ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال : " ليس الشديدُ بالصُّرَعَة ، إنَّما الشديدُ الذي
.
تربيةٌ للإنسان المسلم على مُجاهدة النفس ومُغالبتها على عدم الغضب " لأن
النفس وشهواتها ، ويُمكِّن الإنسان في النهاية من أن يكون مالك نفسه وسيدها وليس
.
انتباه الإنسان الغاضبيحول ذلك دون استمرار ثورة الغضب . يقول أحد الباحثين : " ومما يُساعد على
أمور أُخرى بعيداً عن الأمر الذي أثار الغضب ، فيشتغل الإنسان بالتفكير فيه ،
الانفعال القيام بمجهودٍ بدنيٍ عنيف لتبديد الطاقة البدنية والتوتر العضلي اللذين
.
في ما ينتج عن الغضبفي الغالب إلى الندم والحسرة على ما كان من قولٍ جارحٍ ، أو عملٍ أهوجٍ ، لا يتفق
العلماء : " والغضبان أول ما يجني على نفسه فتقبُح صورته ، و تتشنج أعصابه ،
يأكل بعضها بعضاً " .
فهذا هو الغضب
الوقاية منه وفق ما بيَّنه معلم البشرية وأُستاذ الإنسانية الأعظم محمد بن عبد
e واحدةٍ معجزةٍ ، نطق بها الفم الشريف قائلاً لمن طلبها : " لا تغضب "
كلمةٍ واحدةٍ بين خيري الدنيا والآخرة .
****
الهوامش
القرآن الكريم .
·
. ( 1419هـ / 1999م ) . صحيح البُـخاري . ط ( 2 ) . الرياض : دار السلام .
·
د . ت ) . سُـنن الترمـذي . تحقيق / أحمد محمد شاكر وآخرون . بيروت : دار
سليمان بن الأشعث
الحميد . بيروت : دار الفكر .
·
. مُسند الإمام أحـمد بن حنبل . ( د . ن ) . القاهرة : مؤسسة قرطبة .
) مصطفى البـغا و مـحي الدين مستو. ( 1410هـ ) . الوافي في شرح
.
)بدر عبد الرازق الماص . ( 1418هـ ) . أخلاق المسلم وآدابه ،
3
الندوة الجديدة ، ص ( 78 ) .
) عبد الرحمن بن رجب الحنبلي . ( 1393هـ ) . جامع العلوم والحكم ، ط ( 4 )
5
المنارة ، ص ( 17 ) .
الدين مستو ، مرجع سابق ، ص ( 113 ) .
) محمد كامل عبد الصمد . ( 1417هـ ) . الإعجـاز العلمي في الإسلام ( السُّنة
8 ) مصطفى البغا و محي
9
بيروت : دار العلم للملايين ، ص ( 99 ) .
الماص ، مرجع سابق ، ص ( 56 ) .
الدين مستو ، مرجع سابق ، ص ( 113 ) .
) محمد الغـزالي . ( 1408هـ ) . خُـلق المسـلم . ط ( 7 ) ، دمشـق : دار
13 ) عبد الرحمن بن رجب
14
. ط ( 2 ) ، ج ( 2 ) ، دمشق : دار القلم ، ص ( 345 ) .
) أبو الحسن الماوردي . ( د . ت ) . أدب الدنيـا والدين . طنطا : دار
16
القاهرة : دار الشروق ، ص ( 122 ) .
122 ) .
حبنكه الميداني، مرجع سابق ، ص ( 340 ) .
طبارة ، مرجع سابق ، ص ( 99 ) .
مرجع سابق ، ص ( 123 ) .
122 ) .
) محمد بن سالم البيـحاني . ( 1403هـ ) . إصلاح المجتـمع . بيروت : دار
*****
النبوي ..الوصية النبويَّة
لا ..تغضب بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
ومدير مركز البحوث التربوية
1426هـ
الرحيم
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، وبعد :
فكتاب الله العظيم معجزٌ في سوره وآياته ، و رسوله الكريم معجزٌ في قوله وعمله ، و سُنته الطاهرة معجزةٌ
أشار إليها الهدي النبوي المبارك -ذات العلاقة بموضوع الغضب كخُلقٍ سلوكي مذموم
و التسليم ؛ نظراً لما يترتب عليه من عظيم الخطر ، وكبير الضرر . فعن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي : أوصني ، قال
e من طَلَبَ منه الوصية بعدم الغضب ، ثم كرر النهي مراراً .
منهج التربية النبوية التي جاء بها معلم الناس الخير ليكون لنا في ذلك منهج نهتدي
يُعرَّف الغضب بأنه " ثورانٌ في النفس
. وقد يُعرَّف بأنه
( 2 )" إن الغضب غريزي في الإنسان فلا يُذم و لا يمدح إلا من جهة آثاره ؛ فمن غضب
بقدر ما وقع منه من تصرف ".
بصاحبه إلى الثوران والانفعال ، وعدم القدرة على التحكم في أقواله وأفعاله غالباً .
مضار الغضب :
تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة الفردية ، والاجتماعية
يجمع الشر كله كما أشار إلى ذلك أحد عُلماء السلف بقوله : " إن الغضب جماع
.
، و
ويدفعه إلى السب ، والشتم ، والسخرية ، والتلفظ بالألفاظ البذيئة وغير المؤدبة
إلى ما قد يقوم به الإنسان حين غضبه من التصرفات الطائشة البعيدة عن الحكمة ،
والوحوش ؛ فإذا عصف به الغضب ، أوتر أعصابه ، وألهب دمه ، وشد عضلاته ، فلم يعد له
عنقه بأصابعه ، فيخنقه خنقاً ، ثم يدعسه دعساً ، غلبت عليه في هذه الحال الصفة
.
الشماتة بهم عند المصيبة ، وهكذا تثور العداوة والبغضاء بين الأصدقاء ، وتنقطع
.
الجسمية و النفسية فكثيرةٌ جداً حيث " ثبت علمياً أن الغضب كصورةٍ من صور
أو الجري في إجهاده للقلب لا يستمر طويلاً ؛ لأن المرء يُمكن أن يتوقف عن الجري إن
.
الدراسات إلى أن للغضب العديد من المضار الجسمية على صحة وسلامة الإنسان التي منها
الذي يُصاب به الإنسان الغاضب الذي يتعرض " لتغير لونه ، وطفح دمه ، وانتفاخ أوداجه
.
؛ فهناك بعض المضار الأُخرى التي ربما أودت بحياة الإنسان حيث يمكن أن تؤدي "
بالجلطة القلبية إذا كان الغاضب يشكو من ضعفٍ في القلب " .
تأثيراتٌ سيئة على الجانب الفكري عند الإنسان إذ إن " الانفعال الشديد
السليمة ، وبذلك يفقد الإنسان أهم وظائفه التي يتميز بها وهي الاتزان العقلي
10 )
وهذا معناه أن
لقوة غضبه ، وشدة انفعاله ، التي تحول دون ضبطه لنفسه والتحكم في تصرفاته ، وتدعوه
انطلاقاً من
التربية الإسلامية بذلك وبيَّنت طرق الوقاية منه ، وكيفية علاجه ، بطرقٍ مختلفة ،
أولاً / محاولة
، وعدم التعرض لما يؤدي إليه من الأقوال والأفعال
والحرص على فضول المال أو الجاه " .
بالله العظيم من الشيطان الرجيم}فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( سورة الأعراف: الآية رقم 200 ) . فالإنسان الغاضب
ويستحضرها في نفسه لما في ذلك من طردٍ للشيطان ودحره وإبطال مكره ، ومن ثم يسكن
عند النبي فجعل أحدهما تحمَّر عيناه ، وتنتفخ أوداجه . فقال رسول الله : " إني لأعرف كلمةً لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد ، أعوذ بالله
الصمت وعدم الكلامالغاضب في ما لا تُحمد عُقباه من بذيء اللفظ وسيئ الكلام ( سباً ، أو شتماً ، أو
يُرغي و يُزبد ، و يلعن ويطعن " .
سكوت الغاضب و تركه للكلام علاجاً مناسباً للغضب لما روي عن ابن عباسٍ رضي الله
e أحمد ، ج 1 ، الحديث رقم 2136 ، ص 239 ) .
الإعجاز التربوي النبوي المتمثل في توجيهه للغاضب بالتزام الصمت وعدم الكلام " وهذا دواءٌ عظيمٌ
كثيراً من السباب وغيره ، مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه " .
لما روي عن أبي سعيد الخُدري مرفوعاً أن النبي قال : " ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم ، أما رأيتم
مكانه وعدم الحركة كما يُشير إلى ذلك أحد الباحثين بقوله : " نُلاحظ في هذا
e ينجم عنها آثارٌ غضبية مادية " .
بذكر الله تعالى}{بعظمة الله جل في عُلاه وقدرته ، وحثٌ على الخوف منه سبحانه لا سيما متى كان غضب
" 15 )
سادساً / تغيير
إلى حالةٍ أُخرى لأن في ذلك شغلٌ له وانصرافٌ –
t e إعجازاً نبوياً تربوياً آخر فالغاضب القائم يكون في حالة تهيئٍ واستعدادٍ لسرعة
إلى تغيير الحالة التي يكون عليها الغاضب منعاً لما قد يتوقع من ردة الفعل
في النهاية إلى تخفيف حدة انفعال الغاضب تدريجياً ، ثم التخلص منه نهائياً . كما
.
إلى الوضوء
وارتفاع حرارة جسمه ، وبذلك يعود الإنسان إلى وضعه الطبيعي – بإذن الله - . فعن
eعن الانفعال ، كما يُساعد على تخفيف حالة التوتر العضلي و العصبي " .
الغيظ
وتعالى : وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
{عنهما ) عن النبي أنه قال : " .. وما من جرعةٍ أحبُ إليَّ من جرعة غيظٍ
وعن معاذ بن
e في انفعالات النفس ، وعدم الاستجابة لها ، كما أن فيه تعويدٌ لها على قهر الغضب ،
.
على ترويض النفسالسجايا وحميد الصفات حتى تعتاد الحلم والصفح ، وتألف الصبر والتروي ، وتتربى على
مرةً بعد مرة يُصبح ذلك طبعاً عند الإنسان المسلم مقتدياً فيه برسوله الذي كان يسبق حلمه غضبه ، وعفوه عقوبته " فالمؤمن الذي
بُد أن يجد في نفسه اندفاعاً قوياً لاكتساب فضيلة الحلم ، ولو على سبيل التكلف ومُغالبة
خُلقية مكتسبة ، ولو لم يكن في الأصل طبعاً فطرياً " .
على التحكم في الانفعالات وامتلاك النفس عند الغضبالتي حث عليها النبي في ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال : " ليس الشديدُ بالصُّرَعَة ، إنَّما الشديدُ الذي
.
تربيةٌ للإنسان المسلم على مُجاهدة النفس ومُغالبتها على عدم الغضب " لأن
النفس وشهواتها ، ويُمكِّن الإنسان في النهاية من أن يكون مالك نفسه وسيدها وليس
.
انتباه الإنسان الغاضبيحول ذلك دون استمرار ثورة الغضب . يقول أحد الباحثين : " ومما يُساعد على
أمور أُخرى بعيداً عن الأمر الذي أثار الغضب ، فيشتغل الإنسان بالتفكير فيه ،
الانفعال القيام بمجهودٍ بدنيٍ عنيف لتبديد الطاقة البدنية والتوتر العضلي اللذين
.
في ما ينتج عن الغضبفي الغالب إلى الندم والحسرة على ما كان من قولٍ جارحٍ ، أو عملٍ أهوجٍ ، لا يتفق
العلماء : " والغضبان أول ما يجني على نفسه فتقبُح صورته ، و تتشنج أعصابه ،
يأكل بعضها بعضاً " .
فهذا هو الغضب
الوقاية منه وفق ما بيَّنه معلم البشرية وأُستاذ الإنسانية الأعظم محمد بن عبد
e واحدةٍ معجزةٍ ، نطق بها الفم الشريف قائلاً لمن طلبها : " لا تغضب "
كلمةٍ واحدةٍ بين خيري الدنيا والآخرة .
****
الهوامش
القرآن الكريم .
·
. ( 1419هـ / 1999م ) . صحيح البُـخاري . ط ( 2 ) . الرياض : دار السلام .
·
د . ت ) . سُـنن الترمـذي . تحقيق / أحمد محمد شاكر وآخرون . بيروت : دار
سليمان بن الأشعث
الحميد . بيروت : دار الفكر .
·
. مُسند الإمام أحـمد بن حنبل . ( د . ن ) . القاهرة : مؤسسة قرطبة .
) مصطفى البـغا و مـحي الدين مستو. ( 1410هـ ) . الوافي في شرح
.
)بدر عبد الرازق الماص . ( 1418هـ ) . أخلاق المسلم وآدابه ،
3
الندوة الجديدة ، ص ( 78 ) .
) عبد الرحمن بن رجب الحنبلي . ( 1393هـ ) . جامع العلوم والحكم ، ط ( 4 )
5
المنارة ، ص ( 17 ) .
الدين مستو ، مرجع سابق ، ص ( 113 ) .
) محمد كامل عبد الصمد . ( 1417هـ ) . الإعجـاز العلمي في الإسلام ( السُّنة
8 ) مصطفى البغا و محي
9
بيروت : دار العلم للملايين ، ص ( 99 ) .
الماص ، مرجع سابق ، ص ( 56 ) .
الدين مستو ، مرجع سابق ، ص ( 113 ) .
) محمد الغـزالي . ( 1408هـ ) . خُـلق المسـلم . ط ( 7 ) ، دمشـق : دار
13 ) عبد الرحمن بن رجب
14
. ط ( 2 ) ، ج ( 2 ) ، دمشق : دار القلم ، ص ( 345 ) .
) أبو الحسن الماوردي . ( د . ت ) . أدب الدنيـا والدين . طنطا : دار
16
القاهرة : دار الشروق ، ص ( 122 ) .
122 ) .
حبنكه الميداني، مرجع سابق ، ص ( 340 ) .
طبارة ، مرجع سابق ، ص ( 99 ) .
مرجع سابق ، ص ( 123 ) .
122 ) .
) محمد بن سالم البيـحاني . ( 1403هـ ) . إصلاح المجتـمع . بيروت : دار
*****