اللحظة التي تكررت فيها دموع الارجنتينيين مع أغنية " لا تبكي من أجلي يا أرجنتين" التي غنتها المطربة العالمية مادونا بفيلم مثلت فيه دور إفيتا بيرون زوجة رئيس الأرجنتين الشهير خوان بيرون.
أنه حقاً مونديال "الشهد والدموع" حيث جنى الألمان ثمار إستقرارهم الفني والاداري وتطور مواهبهم بنجمة رابعة وكأس مستحقة، وكان لاعبو منتخب المانيا الوحيدين الذين بكوا "دموع الفرح" وعاشوا لحظات المجد والتتويج الذهبي ، في المقابل إجتاحت أمطار من الدموع وسيول من الأحزان أرجاء البرازيل وانهمرت دموع 31 فريقاً فشلوا في تحقيق طموحاتهم خلال النسخة العشرين من المونديال.
الدموع كانت عنوان البطولة التي شهدت 64 مباراة درامية وسيناريوهات مرعبة وكوارث كروية تمثلت في خسارة اسبانيا وايطاليا وانجلترا وخروجهم المبكر من الدور الاول وفي الادوار النهائية كانت دموع الجزائري فيجولي ومدربه البوسني خاليلوزيتش والكولومبي جيمس رودريجيز والبرازيلي ديفيد لويز والهولندي آريين روبن ونجوم الارجنتين ميسي ودي ماريا واجويرو الأبرز في المونديال.
وفي دور المجموعات جاءت الدموع مبكرة بعد خسارة الاسبان (أبطال كأس العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012) في أول مباراة أمام الطواحين الهولندية (1-5) ، وتبعتها خسارة ثانية مدوية أمام تشيلي ليصبح حامل اللقب أول المودعين للمونديال ليبدأ مسلسل دموع اللاعبين ينهمر عبر كاسياس وتشابي وانييستا وتوريس وراموس ودييجو كوستا وسيسك فابريجاس ودافيد سيلفا وباقي لاعبي اسبانيا مرورا بالأدوار اللاحقة للبطولة التي شهدت هطول دموع الاسود الثلاثة الانجليز والآزوري الايطالي أبرز الكبار الذين ودعوا البطولة مبكرا بجانب باقي دموع باقي الفرق في دور المجموعات.
وفي دور ال16 برزت دموع مدرب ولاعبي منتخب الجزائر ،الذي يعد أفضل من مثل الكرة الافريقية والعربية في البطولة، بعد خسارة بشق الأنفس أمام الماكينات الالمانية بعد 90 دقيقة كاملة وشوطين إضافيين (2-1) لتظهر الدموع الغالية للمدرب البوسني الرائع وحيد خاليلوزيتش ومحاربي الصحراء سيفيان فيجولي وعبدالمؤمن جابو والعملاق رايس امبولحي والقائد بوقرة وجيلاس والهداف سليماني.
وكانت اللحظات الدرامية متواجدة مع دموع لاعبو تشيلي اليكسيس سانشيز وفيدال ومينا، بعد خسارة بركلات الترجيح امام اصحاب الارض البرازيليين ، علاوة على دموع اوروجواي (خسارة امام كولومبيا0-2) والمكسيك (خسارة قاتلة امام هولندا 1-2) ونيجيريا (خسارة 0-2 أمام فرنسا) واليونان (خسارة بركلات الترجيح امام كوستاريكا).
وفي دور الثمانية ، كانت الدموع صاخبة وحارة من الفرنسيين (خسارة امام المانيا 0-1)، وتبعتها دموع الكولومبيين بقيادة نجمهم الشاب جيمس رودريجيز (هداف المونديال 6 أهداف) بعد خسارة صعبة امام البرازيل (1-2) لتنهر دموع رودريجيز ويقوم ديفيد لويز بموساته لدرجة انه ارتدى قيمصه وطلب من جماهير البرازيل تشجيع الهداف الكولومبي، وأكملت دموع كوستاريكا (خسارة بركلات الترجيح امام هولندا) وبلجيكا (خسارة بهدف نظيف امام الارجنتين).
وفي دور الاربعة ارتفعت الموسيقة التصويرة المرعبة والريتم السريع المخيف خصوصا بعد سقوط اصحاب الارض المدوي أمام المانيا بنتيجة لم يتوقعها أبرز المتشائمين (1-7) مما أدى لهطول دموع برازيلية رعدية على العالم والمونديال كان ابرزها لديفيد لويز وتياجو سيلفا وأوسكار وباقي اللاعبين ومن قبلهم المدرب سكولاري ، وجاء الدور على منتخب هولندا الذي أخفق في ضربات الترجيح امام الارجنتين لتتساقط دموع فان بيرسي وروبن وشنايدر وكاوت.
وكان النهائي بمثابة فيلم رعب على ملعب الماراكانا إمتد للدقيقة 120 ، وحملت الدقيقة 113 لحظات توقفت فيها القلوب مع تسديدة ماريو جوتزه في شباك الحارس الارجنتيني روميرو لتمر الدقائق السبع المتبقية ثقيلة على الفريقين وبعدها يتوج الالمان باللقب وليبدأ فاصل جديد من دموع ميسي ودي ماريا واجوبرو وباقي لاعبي الارجنتين يختتم به مسلسل الدموع المونديالي.